النائب علي فياض من الخيام: مسار الإستحقاق الرئاسي بات متداخلاً مع مسار الإصلاح المالي والاقتصادي.

 *❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗* 

شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض على أن البلد يمر بأزمة مالية واقتصادية خطيرة، وإن تعوُّد اللبنانيون عليها، فهذا لا يقلل من خطورتها، لا سيما وأن هناك قطاعات واسعة من الشعب اللبناني لا تسعفها الظروف للتكيف مع الأزمة، ومن بينهم موظفو القطاع العام الذين يعانون العوز والحاجة، ويهرقون ماء وجههم في سبيل الطبابة والاستشفاء وتعليم أبنائهم.

كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة الحاج صالح حسن زريق في مجمع الإمام زين العابدين (ع) ببلدة الخيام، بحضور مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.

وقال النائب فياض: رغم مرور ثلاث سنوات ونصف على إنفجار الأزمة، فإن الأمور الاقتصادية تفاقمت وازدادت سوءاً، ولم تأخذ السلطة إجراء جذرياً واحداً لوضع حد للأزمة أو لوضعها على سكة المعالجة، ولذلك نحن الآن نواجه إنهياراً في القطاع العام، وتعثراً في القطاع الصحي، وأزمة خطيرة في التعليم الرسمي، وللأسف، بات واضحاً في ظل أداء القوى والظروف الداخلية، أن مسار الإستحقاق الرئاسي بات متداخلاً مع مسار الإصلاح المالي والاقتصادي، علماً أن هذه ليست منهجيتنا ولم نكن موافقين عليها، وكنا ندعو دائماً إلى فصل المسار الاقتصادي عن المسار السياسي.

وأشار النائب فياض إلى أنه ثمة تطورات إيجابية الآن في الملف الرئاسي مفادها أن معظم الخارج لم يعد عقبة أمام إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهؤلاء قالوا للبنانيين ليس لدينا فيتو وليس لدينا أسماء، فاختاروا من تشاؤون.

وأوضح النائب فياض أنه في الواقع هناك منطقان يتواجهان داخلياً، منطقنا نحن وحلفاؤنا، والذي يسمي مرشحاً ويدعو للحوار بين الكتل النيابية قبل التسمية وبعدها، ولا زلنا ندعو للحوار دون فيتوات مسبقة، والمنطق الآخر، وهو ليس منطقاً واحداً، بل متفاوتاً بين فريق وآخر، لكن ركيزة هذا المنطف بمستوياته المتفاوتة هي وضع فيتوات ورفض الحوار.

ولفت النائب فياض إلى أن البعض يحاول دائماً التذكير بأدائنا خلال المرحلة السابقة لانتخاب الرئيس عون عندما طال أمر الفراغ في البلد قبل إنتخابه، ولكن أي مقارنة في هذا الصدد ليست في محلها، لأن البلد في هذه المرحلة في حالة شبه انهيار إقتصادي ومالي وإجتماعي، ولا يجوز مقاربة الإستحقاق الرئاسي بقاعدة "يلي عند أهلو ع مهلو"، مشدداً على أن ترف الوقت في هذه المرحلة جريمة بحق الوطن والناس المستضعفين، وهذا يختلف عن الظروف الإقتصادية والسياسية في مرحلة إنتخاب الرئيس عون. 

وأضاف النائب فياض: إن المعترضين يُشكلون علينا أننا سمينا مرشحاً قريباً منا، ولكن في حقيقة الأمر نحن سمينا مرشحاً من عائلة هي من النواة الصلبة في الطائفة المارونية، وشخصية تدعو إلى برنامج رئاسي توافقي مرتكزاته الأساسية لم شمل اللبنانيين، وإعادة ترميم علاقاته العربية، وإنهاء مشكلة النزوح، ومعالجة الأزمة المالية _ الإقتصادية، ومقاربة الموضوعات الخلافية بالحوار والتفاهم، ولا يخفى بأن وصوله لموقع الرئاسة، بعلاقاته ومواقفه وتاريخه، يسهِّل كثيراً في معالجة الملفات الداخلية بالحوار والتوافق، بما فيها الملفات الشائكة.

وقال النائب فياض: في ذكرى ثالث المرحوم فقيد الجهاد والمقاومة الحاج صالح زريق، نتقدم من عائلته الكريمة ذات القدم الراسخ في الإنتماء لهذه المسيرة، ومن عائلته الكبرى هذه البلدة العزيزة الخيام، ومن كل محبيه وأصدقائه، بأصدق مشاعر المواساة، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يهبه شفاعة محمد وآل محمد، وأن يجعل مقامه إلى جانب من تولى ومن أحب ومن استشهد في هذه المسيرة.

وأشار النائب فياض إلى أن المرحوم الحاج صالح زريق، هو من الرعيل الذي واكب انطلاقة مسيرتنا الجهادية، وكنا نقول أننا حزب شباب، الحزب لا يزال شاباً وفتياً وناضجاً، ولكن ثمة جيل في قيادة حزب الله ومن الرعيل الأول بات في الستينات والسبعينات، وقلة ممن هم في الثمانين، أربعون عاماً عمر حزبنا، وحزب الله يزداد رسوخاً وتمدداً وفاعلية وتألقاً، ولهذا أسبابه، علماً أن الدول والأحزاب هي كيانات مثل البشر تشيخ وتهرم، إلا إذا جددت شبابها من خلال مواكبتها لتغييرات الواقع ومستجداته.

وأضاف: المرحوم الحاج صالح كان جاري في مرحلة هي النصف الأول من التسعينات، كنت وقتها في الإعلام المركزي، وكان لديه محل تنظيم الحملات إلى الزيارة والحج، وكنت أراه يومياً، كان مرحاً وطيباً وملامحه توحي دائماً أن الدنيا بألف خير، وأن ابتسامته لا تفارق وجهه الذي يأنف أن يكون عبوساً.

وتابع: إن الذين التحقوا بهذه المسيرة منذ أواخر السبعينات، ومع تأسيس حزب الله من رحم الإجتياح ومن ثم في الثمانينيات والتسعينات، لم يكن في حسبان أحد لا قائد ولا مجاهد ولا أي كان، فإن في هذه المسيرة غِنمُ دنيوي بل غِنمُ أخروي، وأن الانتساب إلى هذه المسيرة شاق والدرب وعر والمعاناة شديدة والمخاطر حاضرة، ولكن كل ذلك يهون ما دام في عين الله.

وأردف النائب فياض: لم يكن يمضي يوم دون شهيد، ولم يكن يمضي عام دون مواجهة، ولم تكن تمضي مرحلة دون إبتلاءات كبرى، وفي البدايات، كان العامل في هذه المسيرة يدفع من جيبه، وكان يضع سيارته الشخصية في خدمة العمل، وكان يتضور جوعاً أثناء مهامه الحزبية، لأنه لا يملك أن ينفق ثمن طعام، وكنا نعاني وعانى الأخوة معنا لإقناع الواحد منا كي يأخذ راتباً إذا تفرَّغ لمهامه الحزبية، تلك الروحية كانت خالصة لوجه الله، وكلما إزدادت المعاناة والتضحيات والعطاء، كان المرء يزداد إطمئناناً وسعادة.

ولفت النائب فياض إلى أن حياة الإنسان مليئة بالإبتلاءات والتحديات، وعليه أن لا يغفل قيد أنملة أو إغماضه عين عن الإبتلاءات التي يواجهها.

وختم النائب فياض بالقول إن شرط التجدد والشباب في مسيرة حزب الله، هو دماء الشهداء وتضحيات العاملين فيه، وأن شرط الثبات هو الوضوح في الأهداف والاخلاص في الولاء للخط وللقيادة، وإن شرط النجاح في مواجهة هذه التحديات الكبيرة والخطيرة هو الإتكال على الله وتسليم الأمر إليه.
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya